معنى "واما بنعمة ربك فحدث"..الضحى







                      جاء في سورة الضحى "واما بنعمة ربك فحدث "

حدث خطاء جسيم بتفسيرها بين عامة الناس من باب ان الاية واضحة بحيث ان الاغلبية اصبحو يجاهرون امام القوي والضعيف
بما لديهم من رزق وخير وقوة من باب واما بنعمة ربك فحدث انه لا يراعي ضعف من امامه سواء ضعف بدني او مادي  وغيره كثير فيجب الادب ومراعاة احوال الناس ولاتصل الى درجة المبالفة والتباهي
                                              ..................
قال ابن باز : والله سبحانه إذا أنعم على عبده نعمة يحب أن يرى أثرها عليه في ملابسه وفي أكله وفي شربه، فلا يكون في مظهر الفقراء، والله قد أعطاه المال ووسع عليه، لا تكون ملابسه ولا مآكله كالفقراء، بل يظهر نعم الله في مأكله ومشربه وملبسه. ولكن لا يفهم من هذا الزيادة التي فيها الغلو، وفيها الإسراف والتبذير.

                                             ..................
فذكر النعم على سبيل الرياء والتفاخر والتطاول على الغير يبغضه الله تعالى ويعاقب صاحبه عقابا اليما قال الامام ابن كثير وقوله واما بنعمه ربك فحدث اى وكما كنت عائلا فقيرا فاغناك الله  فحدث بنعمه الله عليك كما جاء فى الدعاء " واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابليها واتمها علينا " وعن ابى نضره قال كان المسلمون يرون ان من شكر النعم ان يحدث بها وعن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر " من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمه الله شكر وتركها كفر
                                         ..............
السؤال:
كيف أوفق بين هذه الآية ( وأما بنعمة ربك فحدث ) ، وهذا الحديث : " استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود " 
لا تعارض بين الآية والحديث ، على فرض صحته ، وقد وفق العلماء بينهما : 
فالكتمان يكون قبل حصول الحاجة ، فإذا حصلت ، وأنعم الله عليه ببلوغه ما يريد ، فإنه يتحدث بالنعمة ويشكر الله عليها ، ما لم يخش من حاسد .
قال المناوي رحمه الله :
" ( استعينوا على إنجاح الحوائج ) لفظ رواية الطبراني : (استعينوا على قضاء حوائجكم ) (بالكتمان ) أي : كونوا لها كاتمين عن الناس ، واستعينوا بالله على الظفر بها ، ثم علل طلب الكتمان لها بقوله : ( فإن كل ذي نعمة محسود ) يعني : إن أظهرتم حوائجكم للناس حسدوكم فعارضوكم في مرامكم ، وموضع الخبر الوارد في التحدث بالنعمة : ما بعد وقوعها ، وأمن الحسد " انتهى من " فيض القدير " (1/493) .
ويدل على جواز كتمان النعم ، خوفاً من الحسد ، قوله تعالى : ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) .


تعليقات