يقول الشيخ ابن عثيمين : أن الإنسان ينال أجرها وإن لم يعلم بها ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً " ولم يقل عالماً بها ، ولو كان العلم شرطاً في حصول هذا الثواب لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم .
قال رسول الله صلى الله علية وسلم : " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " [ متفق عليه ] .
وعن بن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر ، في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى " [ أخرجه البخاري ] ، قال أبو سلمة : قلت يا أبا سعيد : إنكم أعلم بالعدد منا ، قال أجل نحن أحق بذلك منكم ، قال قلت : ما التاسعة والسابعة والخامسة ؟ قال : إذا مضت واحدة وعشرين فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة ، فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة ، فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة .
# لماذا نجتهد؟!
لان الجنة حفت بالمكاره ، والثمن باهض ، والطريق طويل ، فلا بد من إحضار المهر وهو العمل الصالح من صلاة تراويح وصدقة وصلة رحم
وبر والدين ومايرضى الله من عمل .
# أخطاء يقع فيها بعض المسلمين
* من الشائع بين الناس او بعضهم عن ليلة القدر انه فيها تنفتح كوة مستديرة في السماء فينبثق منها نور ساطع يغشي الارض ويذهل العقول ويعتقل الالسنة لا يراه او يتنبه لمعناه الا من كتب له السعادة فمن صادفها ودعا استجيب له لان باب السماء مفتوح ولحظتها قصيرة لا تتسع الا لثلاث دعوات ثم تغلق الكوة وينقشع النور وتعود الدنيا كما كانت وقد سرى هذا الوهم لدرجة ان البعض يسهر لها حتى الصباح يرقب السماء وهذا في الحقيقة من قبيل الاساطير التي يرسمها بعض الناس بدون دليل شرعي.
* البعض يعتقد ان ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين وبالتالي تراه يفرط في باقي الليالي ويركز عليها وهذا مخالف لهدي النبي وصحبه فقد اجتهد صلى الله عليه وسلم طيلة الليالي العشر كما هو معروف وامر اهله واصحابه بذلك ولم يركز على ليلة من تلك الليالي حتى مات صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وننبه الى ان عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها ايمانا واحتسابا فالمسلم ينبغي له ان يجتهد في تحريها في العشر الاواخر من رمضان كما امر النبي صلى الله عليه وسلم طلبا للاجر والثواب فاذا صادف قيامه ايمانا واحتسابا هذه الليلة نال اجرها وان لم يعلمها، والصواب انه لا يشترط لحصولها رؤية شيء ولا سماعه فليس من اللازم ان من وفق لها لا يحصل له الاجر حتى يرى كل شيء ساجدا او يرى نورا او يسمع سلاما او هاتفا من الملائكة وليس بصحيح ان ليلة القدر لا ينالها الا من رأى الخوارق بل فضل الله واسع وليس بصحيح ايضا ان من لم ير علامة ليلة القدر فانه لا يدركها ولا موفق لها فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يحصر العلامة ولم ينف الكرامة. ثم ان ليلة القدر ليست للمصلين فقط بل هي لرجال والنساء والمسافر والمقيم
تعليقات
إرسال تعليق